مرفوض

أجلس لوحدي .. أتأمل جرحي .. أحاسب نفسي .. أراقب دقات قلبي .. ( كل يوم .. الوحدة تمزقني .. تبكيني .. أنظر إلى سائر المخلوقات من حولي .. الشمس والسحب .. السماء السوداء .. الليل والسهر .. النجم والقمر .. المباني . .. وحدك الغائب الحاضر في ناظري .. وخيالي وكل وقتي .. حزني يقيم داخلي .. دموعي تغادرني لتعود .. أيامي تسافر إليك وهي تحمل حبك .. وتسألني كلما عادت من موعد السفر القادم .. منذ سنوات وأنتِ معي .. كنتِ معي .. كانت أيام غيري من البشر تأتي إلي لكي تتعلم مني ما تعلمته منك .. تتعلم كيف يجعل الحب الإنسان يكاد يطير من السعادة .. عندما كنتِ بالقرب مني .. كنتِ تعنين لكل من حولي المدرسة التي يتعلمون فيها فنون السعادة .. اليوم أذكر أوقاتي معكِ بالتفصيل في الغروب.. يوم أن تضعي يدكِ على يدي وتهمسين لي .. أحبك فوق الرمال وتحت الرمال .. نعم أحبك وثق أني بعد مماتي سأظل أحبك للأبد .. رغم انك ام للاطفال غيري.. وفراش غيري.... وكأنكِ كنتِ تعرفين أنكِ لن تبقي معي .. ولذا ما زلتِ تسكنينني وتعيشين بداخلي حتى بعد ان رحلتي عني عندما كنت أنتِ هوائي.. لم أكن أحتاج لغيركِ .. وكانت كل قصص الحب التي عاشها غيرنا عاجزةً أمام قصتنا .. وكان كل من بحولنا من محبين وعاشقين يصفقون لحبنا .. ومنهم من يحسدنا على جماله وروعته .. .. وكنا عندما تغزونا السعادة وتعلو ضحكاتنا تتجاوب معنا أسراب الطيور وترافق ضحكتنا تغريدها الجميل كل وقت وحين .. وقد كنا نتهامس أغلب الأحيان .. كان ذلك وقت الغروب وهو من أجمل الأوقات .. وهي تطير بجانبنا وترقص على أعذ ب لحن للحب قد سمعته منا .. وتتغنى بأنغامنا أنصاف الليالي وهي لا تزال تذكر لحن الحب الجميل منا .. وقت المغيب .. كالعادة .. أتت الطيور لتسمع عزفنا الجميل الذي إعتادة عليه وعندما رحلتي .. ودعتكِ معي إشراقة الشمس الجميلة .. فلأول مرة أشعر أن الشمس تغيب في وقت شروقها .. والقمر أتاني وهو يخفي وجهه اللامع عني لكي لا يجعلني أسكب دموعي على الكؤوس .. يوم رحيلكِ أتت تودعك معي أسراب الطيور .. وهي تغرد ألحاننا التي قد نسيتها من شدة الموقف .. الحزين وكأنه يواسيني وبنفس الوقت يعزيني.. يوم تعالت زغاريد في بيتك.. .. وأخذ يشد على يدي وهو يقول بأنه قد سمع كل كلام الحب الذي قد عشناه .. وحتى همساتنا الخجولة وأنتِ تحتضنينني .. وقد أخبرني بأنهم سمعوكِ وأنتِ تهمسين في أذني ( سأظل أحبك حتى بعد مماتي ) .. وأن وعدكِ لي تجاوبت معه جميع المخلوقات على الأرض .. مات كل شيء اليوم.. صحوت من نومي .. رأيت نفسي غريباً بين طرقات .. وأني في هذه الدنيا وحيد .. لا رفيق .. ولا جليس .. ولا حبيب .. ووجدت أن سفينتي دمرتها الرياح العاتية .. وفي عرض البحر فقدت طوق النجاة .. كنت أجاهد لأصل إلى شاطىء الأمان .. امراة رائعة .. بيت سعيد .. هناء ..صفاء التقدير ..احترام.. الحب..... ولكن الامواج كانت أقوى .. جرفتني إلى غياب المجهووول .. وفي لحظة من اللحظات ..... لم ينفعني الى دهب الى نافدة غرفتك في شارع الحرية. التي اصبحت مهجورة للحديث مع سرب من الطيو ر والحمام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق